المنطقة خان يونس
كان الطفل أنس حاتم قديح والبالغ من العمر 7 سنوات، من محافظة خان يونس، طفلاً حساساً. "كان الجميع يناديه "بدر" نظراً لجمال وجهه وصفاته فمن ينظر إليه يستشعر أنه ناظر لبدر في تمامه في عنان السماء" تقول والدته. كان طفلاً أنيقاً ونظيفاً ومرتباً خلافاً لباقي الأطفال حتى تسريحة شعره مميزة، كان منظماً لوقته على الرغم من صغر سنه. كان يحب لعب كرة القدم وقراءة الكتب واللعب بالطائرات الورقية. "كان يريد أن يلعب بالطائرات الورقية في فترة الحرب ولكني منعته من ذلك حتى تنتهي الحرب" تضيف والدته.
"كان بدر محبوباً من الجميع، أقاربه، أصدقائه، وإخوته. كان طفلاً مجتهداً وذكياً في دراسته. كان بدر مقرب مني. كنا أكثر من مجرد أب وابنه" يقول والد بدر.
بتاريخ 24 يوليو 2014، بدأت قوات الاحتلال بقصف مكثف على المنطقة التي يعيش فيها أنس. قرر سكان المنطقة ترك منازلهم والهرب من شدة القصف. أصيب أنس بجراح خطيرة ولم تستطع سيارات الاسعاف من الوصول إليه إلا بعد ساعات طويلة حيث أعلنت قوات الاحتلال عن تلك المنطقة منطقة عسكرية مغلقة. عندما تمكنت الطواقم الطبية من الوصول إلى أنس، كان أنس لازال على قيد الحياه. قامت قوات الاحتلال بتأخير سيارة الاسعاف على الحاجز، كان أنس لايزال على قيد الحياة عندما حمله المسعفون ووضعوه في سيارة الاسعاف. كان على مسافة قريبة جداً من المستشفى.